خلاصة التحقيق في ملابسات سقوط مقاتلي جيش الدفاع في أعقاب تسلل مخرب على الحدود المصرية

13.06.23

خلاصة التحقيق في ملابسات سقوط مقاتلي جيش الدفاع في أعقاب تسلل مخرب على الحدود المصرية


اطلع رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال هيرتسي هاليفي، عى حيثيات التحقيق في الحادث الأمني الذي وقع يوم السبت الموافق 3 يونيو 2023، وأسفر عن سقوط الرقيب ليا بن نون، والرقيب الأول أوري يتسحاك إيلوز والرقيب الأول أوهاد شمعون دهان، وذلك من قبل قائد المنطقة الجنوبية، الميجر جنرال إليعيزر توليدانو وقائد فرقة "أدوم"، البريغادير إيتسيك كوهين.

على ضوء التحقيق تبين أن شرطيًا مصريًا تسلل من الحدود المصرية إلى الأراضي الإسرائيلية من خلال أحد الممرات الأمنية في السياج وأطلق النار باتجاه قائد فصيلة تابعة لكتيبة "الفهد"، وهو الرقيب الأول أوري يتسحاك إيلوز والمقاتلة التابعة لكتيبة "الفهد"، الرقيب ليا بن نون، أثناء أدائهما مهمة حماية المنطقة. ما أسفر عن مقتل المقاتلين الاثنين.

وبعد ذلك بعدة ساعات تم رصد المخرب فأقدم على إطلاق النار من مسافة طويلة باتجاه قوة تابعة لجيش الدفاع التي ردت بإطلاق النار. وخلال تبادل إطلاق النار سقط جندي الاتصال لقائد لواء "فاران"، الرقيب الأول أوهاد شمعون دهان بينما أصيب أحد جنود قصاصي الأثر بجروح طفيفة. وبعد الاشتباك الأولي بادر قائد اللواء والجنود التابعون له لمواصلة الاشتباك، بحيث اندفعوا إلى الأمام حتى قاموا بتحييد المخرب.

وتبين من التحقيق أن الأسباب الرئيسية لوقوع الحادث هي الممر الأمني في السياج، الذي تم إخفاؤه دون إغلاقه، والممارسة غير النوعية لمبدأ التأمين والحراسة في المنطقة الحدودية.
بالإضافة إلى ذلك وُجد أنه ينبغي التأكيد على الأولويات المحددة لتعامل القوات بين الاستعداد للتعامل مع عملية تخريبية والاستعداد للتعامل مع تهديد عمليات التهريب الشائع في هذه المنطقة. لم يتم العثور على عيب أو خلل في تصرف المقاتلين الذين سقطوا، إذ قاما بتأدية عملهم بشكل جيد ونوعي كجنود في صفوف جيش الدفاع.

كما ووُجد أن انتشار القوات في حماية المنطقة، التي تتميز بحوادث التهريب إلى جانب كثرة أعداد المسافرين الإسرائيليين كان ضروريًا. ومع ذلك، كان ينبغي التفكير في التقسيم على الأزواج ومدة المهمة وطريقة التحكم وتنفيذها بشكل مختلف، حيث تم استخلاص العبر في هذا المجال وتطبيقها.

ويتبين من التحقيق بوضوح أنه بمجرد رصد المخرب بالقرب من المناطق التي يتواجد فيها المتنزهون الإسرائيليون، بادرت القوات في المنطقة إلى الاشتباك وتصرفت بعزم وأدت إلى تحييده. ولم يتم الكشف عن فجوات في الاستجابة لمتطلبات الفرقة من قبل سلاح الجو، بما في ذلك تقصير أوقات الاستعداد لمنظومة المروحيات المقابلة التي كانت خارج نطاق الخدمة خلال نهاية الأسبوع.

في إطار العِبر التي تمت الموافقة على تطبيقها الفوري، تقرر سد الممرات الأمنية في السياج، وتقصير مدة المهمة المتواصلة للمقاتلين من 12 ساعة متواصلة وتحديد عدد حد أدنى مختلف للجنود في مهام من هذا النوع.

وكجزء من التحقيق، أجري تحقيق مشترك مع الجيش المصري، على خلفية التعاون الاستراتيجي الأمني القائم بين الدولتين، والذي شمل زيارة بعض مسؤولي جيش الدفاع إلى القاهرة والتحقيق المشترك في نقطة وقوع الحادث على الأراضي الإسرائيلية.

وقد لخص قائد المنطقة الجنوبية قائلاً:
"يدور الحديث عن حادث خطير أسفر عن نتائج عسكرية صعبة والذي كان يمكن الحؤول دون وقوعه، ويجب استخلاص العبر منه فورًا. رغم النتائج الصعبة، تمكنت القوات من إغلاق الدائرة وتحييد المخرب على الأراضي الإسرائيلية، قبل أن يشكل خطرًا على المدنيين في المناطق المجاورة التي يمكث فيها العديد من المسافرين". وحدد قائد القيادة أن فرقة "أدوم" ستطبق خطة فورية لتعزيز الاستعداد للتعامل مع حادث إرهابي في منطقتها، حسب العبر المستخلصة من التحقيق.

وقد تلقى رئيس الأركان استنتاجات التحقيق وحدد أنه "يدور الحديث عن حادث أمني أسفر عن نتيجة صعبة تتمثل بمقتل ثلاثة مقاتلين نتيجة إطلاق النار من قبل مخرب فردي. ويبرز عاملان كان من شأنهما أن يحولا دون وقوع الحادث هما التعامل مع الممر الأمني في السياج والحرص على مبدأ الحراسة. إلى جانب العمل النوعي من قبل القادة الذي أدى إلى تحقيق نتائج وإنجازات ملموسة في عملية الإحباط على الحدود، وُجدت فجوات وأعطال في الحرص على تطبيق التصور والأولويات العملياتية. حادث صعب، كان يمكن بل وكان ينبغي الحؤول دون وقوعه. سوف نستخلص العبر اللازمة، وسنتعلمها وسنصححها وسنتحسن". وقد أوعز رئيس الأركان بدراسة عبر التحقيق وتطبيقها لدى كافة الوحدات القتالية في جيش الدفاع.

في أعقاب نتائج التحقيق واستنتاجاته سيتم اتخاذ خطوات على مستوى القيادة بشأن عدد من أصحاب المناصب:

  • سيتم توبيخ قائد فرقة 80 نظرًا لمسؤوليته الشاملة الحادث وعدم مراقبة تطبيق الانظمة.
  • سيتم اعفاء قائد اللواء من منصبه ونقله الى منصب أخر في جيش الدفاع نظرًا لمسؤوليته الشاملة للحادث وطريقة تطبيق النشاطات في المنطقة التي تقع تحت مسؤليته.
  • توبيخ قائد كتيبة الفهد نظرًا لمسؤوليته في تطبيق طريقة تفعيل قواته. سيتم توقيف تقدمه في الجيش لمدة خمس سنوات.
  • تصور الدفاع، الوسائل المتوفرة لدى الفرقة وغيرهما من المواضيع سيتم النظر فيها في إطار الفريق المكلّف بالنظر في تصور الدفاع على الحدود السلمية، برئاسة الميجر جنرال نمرود ألوني.

وتم عرض نتائج التحقيق على عائلات إيلوز، وبن نون ودهان. إن جيش الدفاع يتعاطف مع العائلات الثكلى فيما ينتابها من حزن شديد وسيواصل مرافقتها.