15 عامًا على ضرب سلاح الجو للمفاعل النووي في دير الزور شرقي سوريا عام 2007 التي حملت اسم "عملية البستان".

في 5 من أيلول عام 2007، أغارت أربع طائرات F-16، وأربع طائرات F-15 على منطقة الكبر في دير الزور، لتعود إلى قواعدها سالمة بعد أربع ساعات.

عملية تعكس قدرات إسرائيل الاستخباراتية والعسكرية وتكون بهذه الضربة النوعية قد أزالت تهديدًا كبيرًا، وقد يكون التاريخ قد سطرها عبرة لمن يعتبر لكل من يهدد اسرائيل وجوديًا 

خلفية العملية والتحضيرات لها

على مدار عامين، تابعت الجهات الاستخباراتية التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي المشروع النووي السوري الناشئ في منطقة دير الزور، الواقعة على بُعد 450 كيلومترًا شمال شرق دمشق. لقد قدمت معلومات استخباراتية تكتيكية وجهازية واستراتيجية مكنت من تدميره حيث أشارت تقديراتها إلى أن المفاعل سيصبح جاهزًا للعمل قُبيل نهاية عام 2007. وقد أدى هذا التقييم في نهاية المطاف إلى قرار المستوى السياسي بتنفيذ هجوم، بناءً على تحليل استخباراتي دقيق للنظم الحيوية الخاصة بالمفاعل.

وقام سلاح الجو بالتحضيرات للهجوم في إطار جدول زمني قصير واستعد له وكذلك لسيناريوهات تدهور الأوضاع وتصعيدها. كانت طريقة الهجوم التي تم اختيارها أخيرًا واحدة من بين عدة خيارات تم التخطيط لها والتمرن عليها لدى سلاح الجو، حيث وبفضل القدرة العملياتية المرنة، تسنى شن الهجوم في غضون 12 ساعة من استلام الأمر.

الهجوم

بعد منتصف الليل بقليل، وصل كل من رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الخارجية ورئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع الإسرائيلي ونائب رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع الإسرائيلي ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس قسم العمليات إلى غرفة العمليات الجوية، ليتابعوا من هناك عن كثب الصورة الجوية ووسائل الاتصال. تضمن مسار الطيران المختار تخطيطًا دقيقًا لاستهلاك الوقود، والتحليق تحت الرادار ووسط تعتيم شديد بمشاركة طائرات "ستورم" و"سوفا"، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الذخيرة. وانتهت العملية، التي بدأت عند الساعة 22:30 مساءً، بعودة طائراتنا إلى قاعدتها عند الساعة 02:30 فجرًا.

النتائج

قدرت شعبة الاستخبارات العسكرية أن المفاعل قد تضرر بشكل غير قابل للإصلاح. واتخذ جيش الدفاع الإسرائيلي الإجراءات الضرورية استعدادًا لاحتمال حصول تصعيد وتدهور سواء من ناحية القدرة على حماية الجبهة الداخلية أو القدرات العملياتية. في ظل الحساسية الأمنية العالية، تقرر عدم نشر الهجوم في الوقت الحقيقي. تم قياس نجاح العملية آنذاك ولا يزال يقاس اليوم من خلال المكونات الثلاثة التي حددها رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع على أنها نجاح: تدمير المفاعل ومنع التدهور وتعزيز قوة الردع.

تدمير المفاعل له دلالة أخرى - إذ تم احتلال دير الزور، التي كان يقع فيها المفاعل، في وقت لاحق من قبل إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية. وكان من الممكن أن يؤدي وجود مفاعل نووي في الأراضي التي كانت تخضع لسيطرتهم إلى امتلاكهم أداة خطيرة بين أيديهم، وبالتالي إلى تصعيد الوضع الإقليمي.