هدف جيش الدفاع لم يتغير بعد 75 عامًا - الدفاع عن الدولة، النصر وضمان وجودها

23.07.23

:

 

23.07.23

غاية جيش الدفاع لم تتغير بعد 75 عامًا - الدفاع عن الدولة، والانتصار في الحرب، وضمان وجودها. لقد وُلد جيش الدفاع من رحم أزمة،  انطلاقًا من ضرورة ضمان وجود دولة إسرائيل. هذه الغاية لم تتغير في يومنا هذا أيضًا. قوة جيش الدفاع تكمن في تفوقه البشري، واستعداده العالي للحرب وتماسكه الداخلي والخارجي.

في مستهل هذا الأسبوع المعقد، أردت الكتابة عن ضرورة الجاهزية العالية إنطلاقًا من تقييم الوضع؛ كنت أفضل الكتابة عن السلامة بعد بعض الحوادث المروعة التي شهدناها مؤخرًا، لكن العاجل يغلب على ما هو هام.

من واجبي  التحدث معكم عن أهمية الأهلية واللحمة في وقت الجدل. عملنا على البقاء بمنأى عن الجدل لكن في ضوء شدته في المجتمع الإسرائيلي، وجدنا أنفسنا فيه رغمًا عنا مما يمس بالتماسك. من واجبنا الحؤول دون توسع الشقوق.

لن أخوض في جوهر الاختلاف الذي يشهده المجتمع الإسرائيلي فهو مشروع. يتمثل دور جيش الدفاع في الدفاع عن الدولة، من بين أمور أخرى، لكي يتاح الجدل في ظروف آمنة. عندما يتسرب الاختلاف إلى صفوف حيش الدفاع ليحدث شقوقًا فيه، قد يخطئ أحد مقاتلي القوات البرية الاعتقاد ليفكر أن طيار سلاح الجو لن يساعده بسبب ذلك الجدل؛ وقد يخطئ طيار سلاح الجو الاعتقاد بأنه يجوز عدم التحضير والحفاظ على الأهلية للحرب، مع أننا عمليًا قد نحتاجه قريبًا؛ إنها عبارة عن شقوق خطيرة.

لقد ترعرعنا على مبدأ أخوة المقاتلين، وترعرعنا على مبدأ رفاق السلاح - برًا، وجوًا وبحرًا. تذكروا الطيارين المقاتلين الذين شاركوا في حرب يوم الغفران، قبل 50 عامًا، عندما انطلقوا لمساعدة القوات المقاتلة - ولم يعد بعضهم للطيران بسبب إصابتهم. وتذكروا اليوم طياري المروحيات الذين دخلوا قبل 17 سنة لنقل الجرحى إبان حرب لبنان الثانية مخاطرين بذلك بحياتهم. فكروا عن كل قوة برية سترى طيارًا يضطر لترك طائرته على أرض العدو - فستبذل كل ما في وسعها للتحرك، والوصول من أجل أنقاذه قبل وصول العدو. 

فقط قبل ثلاثة أسابيع، حلق طيارو مروحياتنا القتالية على ارتفاع منخفض جدًا من أجل مساعدة قوة أصيب بعض أفرادها بجروح في مخيم جنين. وكانت رغبتهم في مساعدة تلك القوة شديدة لدرجة أنهم حلقوا بارتفاع أقل مما تسمح به قيود السلامة والأمان ليستطيعوا تحديد مواقع العدو. دائمًا سنقاتل معًا، وسنساعد بعضنا البعض وقبل كل شيء سندافع عن مواطني إسرائيل. كل هذه الأشياء دائمًا كانت واضحة وهكذا سنبقيها. حتى إذا كان هناك اختلاف فإن التماسك يشكل قيمة مقدسة.

الخدمة في صفوف جيش الدفاع هي واجب يُعد شرفًا عظيمًا، سواء في الخدمة النظامية أو الاحتياط. إذا لم نكن بمثابة جيش قوي ومتلاحم وإذا لم يخدم في جيش الدفاع خير الأشخاص فلن نستطيع حينها البقاء كدولة في هذه المنطقة.

لذا ليس من حق أي شخص من الأشخاص الذين يخدمون القول إنه لم يعد يؤدي خدمته وليس لدينا الحق في رفض الحضور أو عدم الخضوع لأمر أو نداء. أدعو جميع أفراد الاحتياط، حتى في هذه الأيام المعقدة، إلى فصل الاحتجاج المدني عن الخدمة الأمنية والمثول. علمًا بأن الدعوات إلى عدم المثول تضر بجيش الدفاع.

أفراد الاحتياط لدينا أعزاء على قلوبنا ويساهمون في أمن الدولة إلى حد كبير. إنني أقدركم جميعًا، وأقدر حتى الذين اتخذوا بألم قرارًا صعبًا بالتوقيع وأيديهم ترتجف على عدم المثول؛ أدعوهم للعودة إلى الخدمة.

ولا بد من طرح الانتقاد ضد هذا القرار من قبل بعض أفراد الاحتياط بصورة محترمة دون تناسي كل ما فعلوه في سبيل الدولة ومن أجلنا ومعنا.

في هذه الأيام، وبعد ألفيْ عام تقريبًا على خراب الهيكل الثاني، فإنّ جيش الدفاع قويًا بفضل أفراده، وقدراته ولا سيما بفضل قيمه - قيم روح جيش الدفاع التي سلكنا بموجبها وسنسلك بموجبها في المستقبل أيضًا. لا نملك أفرادًا آخرين ولا نملك جيش دفاع آخر.

ولم يفت الأوان للتصحيح. يجب التصحيح، فليس من سبيل سوى التماسك الداخلي والخارجي. إنها مسؤوليتنا جميعًا، وقبل كل شيء مسؤوليتي الشخصية بصفتي رئيسًا للأركان. إنه السبيل الوحيد الذي نستطيع من خلاله الحفاظ على غاية جيش الدفاع المتمثلة في الدفاع عن الدولة وضمان وجودها.

الجنرال هيرتسي هاليفي
رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع